إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

الإمام عبدالله بن سعود
(1229 - 1233)

         هو عبدالله بن سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي. من بني حنيفة من قبائل بكر بن وائل.

         وهو الابن البكر للإمام سعود الكبير الذي أنجب اثني عشر ولداً. ولد بالدرعية، ونشأ وتعلم فيها.

         بويع بالإمامة بعد وفاة والده الإمام سعود الكبير سنة 1229هـ. ولا توجد إشارة إن كان قد بويع بولاية العهد في حياة والده. ولكن نازعه بعض إخوته على الحكم رغم مبايعة الناس له، ورغم أن البلاد كانت حينها تتعرض لغزو خارجي يهدد كيانها. كان يوم وفاة والده على رأس جيش بالحجاز ومعه الشيخ على بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب،الذي قام حين بلغه الخبر بتعزيته وتعزية الناس، وبايعوه فقفل عائداً إلى الدرعية، حيث بايعة أهلها.

         كان عهده، من بدايته، عهد جهاد وقتال، لم يكن هناك فسحة من الوقت لالتقاط الأنفاس. وكانت موارد الدولة كلها موجهة لحشد الجيوش، فالحركة العلمية والأوضاع الاقتصادية والإدارية كلها تأثرت بذلك. ومع أن الإمام عبدالله عرف بالتقوى والورع والزهد والسخاء، وكان ثبتاً قوياً شجاعاً يقود الجيوش بنفسه، مثل بقية أئمة الحركة الإصلاحية، إلا أن قوة الجيوش الغازية الممولة من الإمبراطورية التركية، وحسن تجهيزها وتسليحها، عجًّل بسقوط الدولة، ونهاية الدولة السعودية الأولي.

         اضطر لمصالحة الغزاة والاستسلام لشروطهم، بعد حصار الدرعية لعدة شهور حقناً لدماء المسلمين، وحفاظاً على النساء والاطفال. فسلم نفسه لجيوش إبراهيم باشا شريطة أن تصان دماء أهل الدرعية وأعراضهم

. فنقل إلى مصر، ومنها إلى الأستانة، حيث طيف به في الأسواق ثلاثة أيام، وحُقق معه عن الأموال والكنوز، التي أُخذت من المدينة في عهد والده. ثم قُتل هناك سنة 1234م، وصلبت جثته في ميدان أيا صوفيا عدة أيام، رحمه الله .

         ومع أن الجيش التركي جاء إلى بلاد صحراوية محرقه، لم يكن يجيد التحرك فيها، إلا أن الإمام عبدالله، مع ما عرف عنه من صفات البلاغة، والذكاء، والتقى والورع، لم يتعامل مع ذلك الوضع تعامل المحنك الخبير. فكان المؤمل منه أن يهاجم الخطوط الخلفية للجيوش العثمانية لقطع إمداداتها، لمَّا توغلت داخل البلاد، وأن يهاجمها في كل فرصة سانحة مثلاً: خلال حصار الرَّس، أو انفجار مستودع البارود

. ولكنه كان يسارع للتراجع أحياناً، دون قتال حتى وصلت الجيوش الغازية إلى الدرعية، وهي لم تنهك ولم تخسر كثيراً.

ذريته

         لا يعلم للإمام عبدالله من الأبناء غير: سعد

، فلم تشر المصادر التاريخية، ربما بسبب الأحداث العظام التي صاحبت خروجه من الدرعية، وقتله في الآستانة، إلى ذريته ومصيرهم إلا إشارة في (عنوان المجد) بأن بعض أهله حُملوا إلى مصر، بعد أن غادر هو الدرعية إلى مصر.

الدرعية بعد خروج الإمام

         لم يف إبراهيم باشا بعهده للإمام، وأطلق أيدي آغوات جيشه في الدرعية، وعامة قرى نجد؛ يهدمون أسوارها، ويصادرون أقًّواتها، ويحرقون قصورها. وقد أمر أهل الدرعية أن يرحلوا عنها، وأمر جنده بهدمها وإحراقها على من لم يخرج منهم، ثم قطّع نخيلها وبساتينها. وغادرها إبراهيم باشا وعساكره، بعد أن أقام فيها تسعة أشهر أتى على ما فيها، وجعلها خراباً.